الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- أما حديث علي: فرواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" أخبرنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ، وهبيرة بن يريم عن علي قال: لما خرجنا من مكة أتتنا بنت حمزة تنادي: يا عم يا عم، فتناولتها بيدها، فدفعتها إلى فاطمة، فقلت: دونك بنت عمك، فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها: أنا، وجعفر، وزيد بن حارثة، فقال: جعفر بنت عمي، وخالتها عندي - يعني أسماء بنت عميس - وقال زيد: بنت أخي، وقلت: أنا أخذتها، وهي ابنة عمي، فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: أما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأما أنت يا علي، فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد، فأخونا ومولانا، والجارية عند خالتها، فإِن الخالة والدة، قلت: يا رسول اللّه ألا تتزوجها؟ قال: ابنة أخي من الرضاعة، انتهى. ورواه أحمد في "مسنده"، والحديث رواه البخاري في "صحيحه" عن البراء بلفظ: الخالة بمنزلة الأم، ورواه أبو داود من حديث علي بلفظ: الخالة أم، فالبخاري أخرجه [عند البخاري في "الشهادات - باب كيف يكتب: هذا ما صالح فلان بن فلان" ص 371 - ج 1، وفي "عمرة القضاء" ص 610 - ج 2] في "الشهادات"، وفي "غزوة خيبر - في باب عمرة القضاء" عن أبي إسحاق عن البراء، قال: اعتمر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، إلى أن قال: فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليًا، فقالوا له: قل لصاحبك: اخرج عنا، فقد مضى الأجل، فخرج النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فتبعتهم ابنة حمزة: يا عم يا عم، فتناولها عليّ، فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك، فاختصم فيها علي، وزيد، وجعفر، فقال علي: أنا أحق بها، وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لخالتها، وقال: الخالة بمنزلة الأم، مختصر. وأخرجه أبو داود [عند أبي داود "باب من أحق بالولد" ص 311 - ج 1.] عن عجير عن عليّ، فذكر القصة، وفيه: فقضى بها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لجعفر، تكون عند خالتها، وقال: إنما الخالة أم، مختصر. - وأما حديث أبي مسعود: فرواه الطبراني في "معجمه" [قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ص 323 - ج 4: رواه الطبراني، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة، والثوري، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، انتهى.] حدثنا أبو الشيخ محمد بن الحسن الأصبهاني، وأحمد بن زهير التستري، قالا: ثنا محمد بن حرب النسائي ثنا يحيى بن عباد ثنا قيس ابن الربيع عن أبي حصين عن خالد بن سعد عن أبي مسعود، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "الخالة والدة"، انتهى. - وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه العقيلي في "كتابه" عن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبو هريرة المدني عن مجاهد عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "الخالة والدة"، انتهى. وأعله بيوسف هذا، ووصفه بالكذب، وقال: لا يتابع عليه. - حديث آخر: مرسل، رواه ابن سعد في "الطبقات [عند ابن سعد في "ترجمة جعفر بن أبي طالب" ص 22 - ج 4 - الجزء الأول منه - وقال ابن سعد: خالتها أسماء بنت عميس، وأمها سلمة بنت عميس، انتهى] - في ترجمة جعفر بن أبي طالب" فقال: أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه، قال: إن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال، إذ أخذ علي بيدها، فألقاها إلى فاطمة في هودجها، قال: فاختصم فيها علي، وجعفر، وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم، فأيقظوا النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال علي: ابنة عمي، وأنا أخرجتها، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لجعفر، وقال: "الخالة والدة"، فقام جعفر فحجل حول النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، أي دار عليه، فقال له النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: ما هذا يا جعفر؟! قال: شيء رأيت الحبشة تصنعه بملوكهم إذا أرضوهم، انتهى. - حديث آخر: مرسل، رواه ابن المبارك في "كتاب البر والصلة" بسنده عن الزهري، قال: بلغنا أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال: العم أب إذا لم يكن دونه أب، والخالة والدة إذا لم يكن دونها أم، انتهى. - الحديث الثالث: روي أنه عليه السلام خير، قلت: أخرجه أصحاب السنن الأربعة [عند أبي داود "باب من أحق بالولد" ص 311 - ج 1، وعند الترمذي في "الأحكام - باب ما جاء في تخيير الغلام بين أبويه إذا افترقا" ص 174 - ج 1، وعند النسائي في الطلاق - باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد" ص 112 - ج 2] عن هلال بن أسامة عن أبي ميمونة، سليم، ويقال: سلمان مولى من أهل المدينة، رجل صدق، قال: بينما أنا جالس مع أبي هريرة، جاءته امرأة فارسية معها ابن لها، فادّعياه، وقد طلقها زوجها، فقالت: يا أبا هريرة - ورطنت بالفارسية - زوجي يريد أن يذهب بابني، فقال أبو هريرة: استهما عليه - ورطن لها بذلك - فجاء زوجها، فقال: من يحاقني في ولدي، فقال أبو هريرة: اللهم إني لا أقول هذا، إلا أني سمعت امرأة جاءت إلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وأنا قاعد عنده، فقالت: يا رسول اللّه إن زوجي يريد أن يذهب بابني، وقد سقاني من بئر أبي عنبة، وقد نفعني، فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: استهما عليه، فقال زوجها: من يحاقني في ولدي، فقال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: هذا أبوك، وهذه أمك، فخذ بيد أيهما شئت، فأخذ بيد أمه، فانطلقت به، انتهى. أخرجه أبو داود، والنسائي في "الطلاق" هكذا، وأخرجه الترمذي، وابن ماجه في "الأحكام" مختصرًا، بدون القصة، أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ خير غلامًا بين أبيه وأمه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأبو ميمونة اسمه سليم، انتهى. ورواه ابن حبان في "صحيحه" في النوع السادس والثلاثين، من القسم الخامس، بلفظ الترمذي، وزاد فيه: وأن أبا هريرة خير غلامًا بين أبيه وأمه، ورواه الحاكم في "المستدرك - في كتاب الأحكام" بلفظ أبي داود، وقال: حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، انتهى. قال ابن القطان في "كتابه": هذا الحديث يرويه هلال بن أسامة عن أبي ميمونة، سلمى - مولى من أهل المدينة - رجل صدق، عن أبي هريرة، وأبو ميمونة هذا ليس مجهولًا، فقد كناه هلال بن أسامة بأبي ميمونة، وسماه سلمى، وذكر أنه مولى من أهل المدينة، ووصفه بأنه رجل صدق، وهذا القدر كاف في الراوي حتى يتبين خلافه، وأيضًا فقد روى عن أبي ميمونة المذكور أبو النضر، قاله أبو حاتم: وروى عنه يحيى بن أبي كثير هذا الحديث نفسه، كما رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" حدثنا وكيع عن علي ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي ميمونة عن أبي هريرة، قال: جاءت امرأة إلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقد طلقها زوجها فأراد أن يأخذ ابنها، فقال عليه السلام: استهما فيه، فقال عليه السلام للغلام: تخير أيهما شئت، قال: فاختار أمه، فذهبت به، انتهى. قال: فجاء من هذا جودة الحديث وصحته، انتهى. قوله: وقد صح أن الصحابة لم يخيروا، قلت: تقدم قريبًا لمالك، والبيهقي عن أبي بكر أنه دفع الغلام لأمه لما اختصم فيه عمر، وأمه، وقال: سمعت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقول: لا توله والدة عن ولدها، وقد ورد ما يخالف ذلك، روى عبد الرزاق في "مصنفه" أخبرنا ابن جريج أنه سمع عبد اللّه بن عبيد بن عمير يقول: اختصم أب وأم في ابن لهما إلى عمر بن الخطاب، فخيره، فاختار أمه، فانطلقت به، انتهى. وتقدم عند ابن حبان عن أبي هريرة أنه خير غلامًا بين أبيه وأمه. - الحديث الرابع: قال عليه السلام: - اللّهم اهده، فوفق لاختيار الأنظر بدعائه عليه السلام، قلت: أخرجه أبو داود في "الطلاق"، والنسائي [(1) عند أبي داود "باب إذا أسلم أحد الأبوين لمن يكون الولد" ص 305، وفي "الدراية" في رواية النسائي "فجاء ابن لهما".] في "الفرائض" عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده رافع بن سنان، أنه أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، فجاء بابن لهما صغير لم يبلغ، فأجلس النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ الأب ههنا، والأم ههنا، وقال: اللّهم اهده، فذهب إلى أبيه، انتهى. ولفظ أبي داود أنه أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، فأتت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقالت: ابنتي، وهي فطيم، وقال رافع: ابنتي، فأقعد النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ الأم ناحية، والأب ناحية، وأقعد الصبية بينهما، وقال لهما: ادعواها، فمالت الصبية إلى أبيها، فقال عليه السلام: اللّهم اهدها، فمالت إلى أمها، فأخذها، انتهى. أخرجه أبو داود عن عيسى بن يونس عن عبد الحميد به، والنسائي عن المعافا بن عمران عن عبد الحميد به، وبسند أبي داود ومتنه رواه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، انتهى. وأخرجه الدارقطني في "سننه" [عند الدارقطني في "الطلاق" ص 443] عن أبي عاصم النبيل عن عبد الحميد به، وسمى فيه البنت المذكورة عميرة، وعن علي بن غراب عن عبد الحميد به، وقال: فيه تشبه بالفطيم، وأخرجه ابن ماجه، والنسائي في "سننه" [عند ابن ماجه في "الأحكام - باب تخيير الصبي بين أبويه" ص 171 - ج 1، وعند النسائي في "الطلاق - باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد" ص 112 - ج 2] عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية ثنا عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده أبي سلمة أن أبوين اختصما في ولد إلى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، أحدهما كافر، فخيره النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فتوجه إلى الكافر، فقال: اللّهم اهده، فتوجه إلى المسلم، فقضى له به، انتهى. وبهذا السند رواه أحمد، وإسحاق بن راهويه، والبزار في "مسانيدهم"، وفي لفظ أحمد: في ولد صغير، وفيه، وفي لفظ السنن ما يدفع حمل المصنف الحديث على أن الصبي كان بالغًا، وأبو سلمة هذا عده ابن سعد في "الطبقات" [راجع "ترجمة أبي سلمة - في الطبقات" ص 57 - ج 7 - الجزء الأول منه] من الصحابة الذين نزلوا البصرة، قال ابن القطان في "كتابه" هذا الحديث يرويه عيسى بن يونس، وأبو عاصم النبيل، وعلي بن غراب، كلهم عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جد أبيه رافع بن سنان، فإنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد اللّه بن الحكم بن رافع بن سنان، وعبد الحميد ثقة، وأبوه جعفر كذلك، قاله الكوفي، ورواية عيسى بن يونس عند أبي داود، ورواية أبي عاصم، وعلي بن غراب عند الدارقطني في "سننه"، وسميت البنت المذكورة في رواية أبي عاصم: عميرة، وروي أنه كان غلامًا، وروي أنها كانت جارية، فلعلهما قضيتان خير في إحداهما غلام، وفي الأخرى جارية، وقد روي هذا الحديث من طريق عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده أن أبويه اختصما فيه، الحديث، هكذا رواه ابن أبي شيبة عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن عثمان البتي، وكذا رواه يعقوب الدروقي عن إسماعيل أيضًا، ورواه يزيد بن زريع عن البتي، فقال فيه: عن عبد الحميد بن يزيد بن سلمة أن جده أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، وبينهما ولد صغير، فذكر مثله، رواه عن يزيد بن زريع يحيى الحماني من رواية ابن أبي خيثمة عنه، وهذه الروايات لا تصح، لأن عبد الحميد بن سلمة، وأباه وجده لا يعرفون، ولو صحت لم ينبغ أن تجعله خلافًا لرواية أصحاب عبد الحميد بن جعفر عن عبد الحميد بن جعفر، فإنهم ثقات، وهو، وأبوه ثقتان، وجده رافع بن سنان معروف، واللّه أعلم، انتهى كلامه.
|